أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - لا نبيّ من نسل إسماعيل- رابعاً















المزيد.....


لا نبيّ من نسل إسماعيل- رابعاً


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 16:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد قمت في القسم الثالث من هذه المقالة بعرض غلط لغـوي وقع به مؤلّف القرآن في الآية القرآنية السادسة في سورة الصفّ بقوله (ومبشّراً برسول من بعدي) فقلت ممّا قلت أنّ التبشير يكون بشيء قد حصل فعلاً أي في الزمن الماضي ولا يجوز لغويّاً إطلاق الكلمة (مبشّراً) على حدَثٍ ما قد يحصل في المستقبل وقد لا يحصل! واقترحت كلمة بديلة لها وهي مُنبئاً برسول أو مخبراً- ولو كان الإخبار عن شيء من هذا القبيل أوالإعلام به أو الإنباء عنه يصبّ في مفهوم النبوءة والعلم بالغيب أيضاً ولكنّه لا يصبّ في مفهوم البشرى. فضربت مثالاً- لا حصراً- عن نبوءة النبي أشِعْياء 14:7 حول الولادة العذراوية ومجيء المخلّص:
{وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَة: هَا العَذرَاءُ تَحْبَلُ وتلِدُ ابْناً وتدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ}
وذكرت أنّ هذه النبوءة- وغيرها- عن مجيء السيد المسيح قد تحققتْ حتـّى طاف تلاميذه والرسل يبشّرون المسكونة بها.
ومن المفيد بهذه المناسبة أنْ أذكر نبوءة أخرى من نبيّ آخر من أنبياء بني إسرائيل لأنها تزيد في توضيح معنى النبوءة؛ تلك التي تنبّأ بها النبي ميخا المورشيتي والذي أتى الكلام عنه في سِفـْر الملوك الأول 22: 8-9 وقد تنبّأ بها في أيّام يوثام وآحاز وحزقيا- ملوك مملكة يهوذا:
ميخا 2:5 {وأنتِ يا بيت لحم أفراثا ولو أنّك صغيرة لتكوني في ألوف يهوذا. فمنكِ يخرج لي الذي يتسلّط في إسرائيل وخروجه من القديم منذ أيّام الأزل}

وقد ورد ذِكـْر هذه النبوءة في الإنجيل بتدوين متـّى وبتدوين يوحَنـّا:
{مت-2-4: فجَمَعَ كلّ رؤساء الكهنة وكتبة الشعب، وسألهم: أين يولد المسيح؟
مت-2-5: فقالوا له: في بيت لحم اليهودية. لأنه هكذا مكتوب بالنبيّ:
مت-2-6: وأنتِ يا بيت لحم، أرض يهوذا لستِ الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأنّ منك يخرج مُدبّـر يرعى شعبي إسرائيل}
يوحنّا 42:7 {أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا، يَأتِي الْمَسِيح؟}
ترجمة فاندايك (1)
والجدير ذكره إن الكتاب المقدس مليء بالنبوءات فهو حقاً كتاب الله وكلامه. ولقد حسب أحد دارسي الكتاب المقدس عدد نبوءاته فوجد أنها 10385 نبوءة ولهذا سمّاه الرسول بطرس (الكلمة النبوية 2بط1 :19) علماً أنّ أهم النبوءات كانت عن السيد المسيح إذ وردت في العهد القديم 333 نبوءة قد تحققت في العهد الجديد، سواء شاء اليهود الإعتراف بأنّ يسوع هو المسيح الذي قاموا بصلبه في أيّام حُكم الرومان أم أبَوا (2)

--------------

أمّا بعد فقد اقترف مؤلّف القرآن في سورة الأعراف غلطة قرآنيّة فظيعة- سأشير إليها في سياق هذا الموضوع- شبيهة بمدلولها الذي في سورة الصفّ: 6 والتي تناولتـُها بتفصيل وتدقيق في الحلقتين السابقتين. وهنا نصّ الآية القرآنية 157 في سورة الأعراف:
(الَّـذِينَ يَتَّبعُونَ الرسولَ النبيّ الْأُمِّيَّ الَذي يَجدُونَهُ مكتوبًا عندهُمْ في التوراة والْإنجيل يأمرهم بالمعروف وَيَنْهَاهُمْ عن الْمُنـْكَر وَيُحِلّ لهم الطـّيـّبات وَيُحَرِّمُ عليهم الخبائث ويضع عنهم إِصْرَهُمْ والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النور الذي أُنزِلَ معه أولئك هم المُفلحون)

وسوف أركّز على قوله (الرسولَ النبيّ الْأُمِّيَّ الَذي يَجدُونَهُ مكتوبًا عندهُمْ في التوراة والْإنجيل) لأنّ قوله هذا هو المتعلّق بموضوع مقالتي؛ لكني- كما جرت العادة في جميع مقالاتي- أستعين أوّلاً بتفاسير مفسّري القرآن ثمّ أدلي بآرائي وتعليقاتي. فلقد بحثت في تفاسيرهم عن مواصفات هذا (الرسول النبي) لأجد له ولو محلّاً واحداً من الذكر في التوراة أو في الإنجيل، أي ما هو الدليل الذي يتحجّج به مؤلّف القرآن والمُفسّرون ما يدلّ حقيقة، لا مجرّد ادّعاء وتزييف وافتراء وعنتريّات- مع شديد الأسف، على أنّ هذا (الرسول النبي) مكتوب عنه شخصيّاً في التوراة والإنجيل؟ وهنا بعض التفاسير والأقاويل:

أوّلاً- تفسير الجلالَين، أي جلال الدين المَحَلّي ت 864 هـ وجلال الدين السيوطي ت 911 هـ/ 1505م:
“الذين يتبعون الرسول النبي الأمّي” محمدًا ص “الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل” باسمه وصفته “يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحلّ لهم الطّيّبات” مما حُرّم في شرعهم “ويُحرّم عليهم الخبائث” من الميتة ونحوها “ويضع عنهم إصرهم” ثقلهم “والأغلال” الشدائد “التي كانت عليهم” كقتل النفس في التوبة وقطع أثر النجاسة} انتهى

[تعليقي على قول الجلالين (باسمِهِ وصِفتِهِ) هو 1 لا وجود لاسم أحمد ولا محمد في التوراة ولا الإنجيل 2 أمّا قولهما (مما حُرِّم في شرعهم) أيّ الخبائث فمذكورة جميعها في التوراة والإنجيل وليس في القرآن من جديد سوى التجاوز على شرائع الله- إله أهل الكتاب- تجاوزات غير إنسانية قد أصبحت معروفة لكلّ باحث مُنصف]

ثانياً- تفسير الطبري ت 310 هـ حديث 11822
{حدثني ابن المثنى....... عن عطاء بن يسار, قال: لقيت عبد الله بن عمرو, فقلت: أخبـِرْني عن صفة رسول الله (ص) في التوراة! قال: أجَلْ والله إنه لموصوف في التوراة كصفته في القرآن: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً) الْأَحْزَاب: 45 وحرزاً للأميّين, أنت عبدي ورسولي, سمّيتك المتوكل, ليس بفظّ ولا غليظ ولا صَخَّاب في الأسواق, ولا يجزي بالسيّئة السيّئة, ولكن يعفو ويصفح ولن نقبضه حتى نقيم به الملّة العوجاء, بأن يقولوا: لا إله إلا الله, فنفتح به قلوباً غلفاً وآذاناً صمّاً وأعْيناً عُمْياً} انتهى

[تعليقي: 1 حديث رواه البخاري أيضاً، مدوّناً ضمن تفسير القرطبي للآية المذكورة 2 هل يتفق حديث الطبري مع تعريف النبوّة الذي تناولت في القسم الأوّل من هذه المقالة مقارنة مع الأخلاق المحمّدية في القرآن وسيرة ابن هشام وغيرها؟ الجواب قاطعاً: لا 3 هل الحديث الذي أورده الطبري يتفق مع أسلوبَي النبوءتين المذكورتين أعلى؟ الجواب قاطعاً: لا 4 بقوله (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً) ما الدليل على النبوّة ومن ذاك الذي أرسلهُ وما هي شهادته وبماذا بشّر وبماذا أنذر وأين ومتى؟ فلنذهبنّ مرّة أخرى إلى تفسير الطبري لسورة الأحزاب: 45 لعلّنا نجد جواباً يشفي الغليل:
{القول في تأويل قوله: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد (ص) يا محمد (إنـّا أرسلناك شاهدا) على أمّتك بإبلاغك إيّاهم ما أرسلناك به من الرسالة، ومبشرهم بالجنـّة إن صدقوك وعملوا بما جئتهم به من عند ربك (ونذيرا) من النار أن يدخلوها, فيُعَذ َّبوا بها إنْ هُمْ كذ َّبوك, وخالفوا ما جئتـَهم به من عند الله, وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 21772 - حدثنا بشر....... عن قتادة (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا) على أمّتك بالبلاغ, ومبشـِّرا بالجنة, (ونذيرا) بالنار} انتهى.
وتعليقي: لكنّ هذا ليس موضوعنا، إنما الموضوع: أين المكتوب عن هذا (الرسول النبيّ) في التوراة والإنجيل؟ وقطعاً لا جواب لدى المرجعِيّات الإسلاميّة.


إلّا أنّ الجواب مؤكّد عند أهل الكتاب! نعم إذ توجد شخصيّتان اثنتان [وليست واحدة- كما ظنّ مؤلّف القرآن في الأعراف: 157 ناسباً إيّاها لشخصه- وهذا ما قصدت بقولي سلفاً: غلطة قرآنية فظيعة] إحداهما في التوراة تـُنبئ عن {المسيح المخلّص} والأخرى في الإنجيل وهي {الروح القدس المُعَزّي} قد ذكرها السيد المسيح لتلاميذه.

وهنا- أوّلاً وباختصار- فضيحة من فضائح التزييف إذ قام محمد بانتحال الشخصيّة المذكورة في سِفـْر التثنية وهو الخامس في التوراة {أي الأخير} والتي حاول بعض الإسلاميّين- في المواقع الإسلاميّة والمسيحية- إقامة الحجّة بها للدفاع عن الرسالة المحمدية مقتطِعاً الآيات من سياق النـّصوص:

وردت الآية الأولى في سِفـْر التثنية- الأصحاح أو الفصل 18 والآية 15:
{يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ}

ووردت الآية الثانية في في سِفـْر التثنية الأصحاح 18 ذاته والآية 18:
{أُقِيمُ لهُمْ نَبيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بهِ}

وهنا النص كاملاً حول النبيّ المزمع أن يقيمَ اللهُ من وسط إسرائيل من إخوته مع علامة النبوّة وشرطها:
تث-18-15: {يقيم لك الرب إلهك نبيّاً من وَسَطِك من إخوتك مثلي. له تسمعون.
تث-18-16: حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلاً: لا أعود أسمع صوت الرب إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة أيضا لئلا أموت
تث-18-17: قال لي الربّ: قد أحسنوا في ما تكلموا.
تث-18-18: أقيمُ لهم نبيّاً من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلّمهم بكل ما أوصيه به.
تث-18-19: ويكون أنّ الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه.
تث-18-20: وأمّا النبيّ الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصِهِ أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي.
تث-18-21: وإن قلتَ في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟
تث-18-22: فما تكلّم به النبيُّ باسم الرب ولم يحدث ولم يصِرْ فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلّم به النبي فلا تخف منه}

وقد أكّد العهد الجديد {الإنجيل} على هويّة النبيّ المذكور في الآيتين اللتين في التوراة- وهو ما دوّن لوقا الإنجيلي نفسه في سِفـْر أعمال الرسل من عظة الرسول بطرس أحد الإثني عشر:
أعمال الرسل- الفصل 3 والآية 22:
{فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ}
وهنا النصّ كاملاً:
{اع-3-18: وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا.
اع-3-19: فتوبوا وارجعوا لِتـُمْحَى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب.
اع-3-20: وَيُرْسِلَ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُبَشَّرَ بِهِ لَكُمْ قَبْلُ.
اع-3-21: الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر.
اع-3-22: فإن موسى قال للآباء: إنّ نبيّاً مثلي سيُقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلّمكم به.
اع-3-23: ويكون أنّ كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب.
اع-3-24: وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام
اع-3-25: أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلاً لِإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ.
اع-3-26: إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ}

وكذلك في أعمال الرسل- الفصل: 7 والآية 37:
{هَذا هُوَ مُوسَى الَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: نَبيّاً مِثلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ}
ويمكن مراجعة النصّ كاملاً وهو من عظة الشهيد استفانوس أمام مجمع اليهود. واستفانوس- بالمناسبة- هو أوّل شهداء المسيحيّة بعدما قام اليهود برجْمه، لكنّ الجدير ذكره أنّ الرسول بولس نفسه كان راضياً بقتله- قبل أن يهتدي إلى المسيح!


وهنا- ثانياً وباختصار أيضاً- فضيحة أخرى إذ قام محمد بانتحال الشخصيّة المذكورة في الإنجيل هذه المرّة- وهي شخصيّة الْمُعَزِّي، الرُّوحُ القدُسُ- والتي حاول أيضاً بعض الإسلاميّين إقامة الحجّة بها عَبْر اقتطاع الآيات من سياق النـّصوص والتي يمكن لأيّ باحث مُنصِف العودة إليها، لأنّ الكتاب المقدّس كلّه قد أصبح متوفراً في المواقع الالكترونية المسيحية. وهنا كلام السيد المسيح في الإنجيل بتدوين يوحنا- الفصل 14 والآية 26:
وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ القدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قلتُهُ لَكُمْ.
يوحنا- الفصل 15 والآية 26:
{وَمَتى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي}
يوحنا- الفصل 16 والآية 7:
{لَكِنِّي أقولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ}
إلى أن يقول:
يو-16-12: إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ
يو-16-13: وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بأُمُورٍ آتِيَةٍ.
يو-16-14: ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.
يو-16-15: كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهَذَا قُلْتُ إنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.

ولقد قمت في مقالة سابقة بإيضاح معنى {وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ} ردّاً على أحد الكتّاب الأفاضل إذ قام باقتطاع آية من سياق النص الكتابي المقدّس في إحدى مقالاته. وذلك عَبْرَ الحوار المتمدن- العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 وهنا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=182598



أمّا بعد فلا يمكن لأيّ عاقل أنّ يُصدّق كلام مؤلّف القرآن الوارد في سورة الصفّ: 6 وفي سورة الأعراف: 157 بعد أن يقرأ تعاليم السيد المسيح المدوّنة في الإنجيل بشهادات شهود كثر على أقواله وأعماله والذين بذلوا الغالي والنفيس لكي يشهدوا بها. فمن المستحيل أنْ يبشّر ربّ المحبّة والرحمة والسلام والعفـّة- وحاشا- بشخص يقول، مثالاً لا حصراً:

وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا – النساء (٣)
أي يأمر (الله) بنكاح عدد لا نهائي من النساء- وليس الزواج الذي تزوج به محمد زينب بنت جحش بقوله {زوّجناكها} لمّا قضى زيد منها وطراً أي حاجته كما في سورة الأحزاب: ٣٧ (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا)

فشريعة الإله الحقيقي بالزواج من امرأة واحدة لا تناسب دعوة محمّد؛ لأنّها اضطرّته إلى تأسيس جيوش وتنظيمهم للقتال باسم ربّه وبدعم ملائكته. وهنا أضرب مثالاً آخر من سورة الأحزاب:٥٠ (يا أيها النبيّ إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما)

حتى المرأة المؤمنة سواء أكانت متزوجة أم لا قد وَهَبَتْ نفسها لهذا (النبي) فأين أمثلة هذه الأخلاق في التوراة أو الإنجيل؟ علماً أنّ أخطاء الأنبياء في العهد القديم ليست بأمر من الله إنما هم الذين تحمّلوا أعباءها وأوزارها إذ قام الله بمعاقبتهم عليها!
التوراة:
تثنية-5-21: ولا تشتهِ امرأة قريبك ولا تشتهِ بيت قريبك ولا حقله ولا عبده ولا أمَـته ولا ثوره ولا حماره ولا كلّ ما لقريبك.
الإنجيل:
متـّى-5-27: قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزنِ.
متـّى-5-28: وأمّا أنا فأقول لكم: إنّ كلّ مَنْ ينظر إلى اٌمرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه.

-------

ويسألونك (لماذا تدافع عن دين على حساب دين آخر) فبربّهم الذي يعرفون أو لا يعرفون، ألا يحقّ للإنسان أن يدافع عن بيته من اللصوص والقتلة ولو بالقلم لا بالسّيف؟ ألا يحقّ للمضطهد التصدّي لمن جاءه بالذبح أو جاء الناس به من قبل ولو بالقلم لا بالسّيف؟ وهنا مثالاً: (أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بالذبح) - السيرة النبوية لِاٌبن هشام» حديث ابن العاص عن أكثر ما رأى قريشاً نالته من رسول الله (ص)

وأيّ عاقل- سواء أكان مؤمناً بالله أم غير مؤمن- يرضى على نفسه والإنسانية بتصرّف شخص ينتحل شخصيّة نبيّ مدّعياً أنّه جاء لكي (يتمّم مكارم الأخلاق) لكنّـه في الواقع قام بتشويه صورة الله وشرائعه التي في كتاب أهل الكتاب، بل وصل به الصّـلف إلى الإدّعاء بأنـّه (على خلـُق عظيم وخاتم النبيّين)! كيف يُحـسّ إنسان سَويّ وهو يقرأ التالي في ويكيبيديا وغيرها: روى البخاري عن عائشة أنّ (رسول الله) لمّا رجع يوم الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل فقال: قد وضعتَ السلاح! والله ما وضعناه (أي الملائكة) قال: “فإلى أين؟” قال: ها هنا، وأومأ إلى بني قريظة، قالت: فخرج إليهم رسول الله (ص)
علماً أنّ الغزوة المذكورة قد شنـّها محمد في السنة الخامسة للهجرة على يهود من بني قريظة في المدينة (بذريعة نقض عهد) وبعد حصارهم 25 ليلة استسلموا بشرط التحكيم فحَكمَ عليهم سعد بن معاذ أمير الأوس قائلاً: فإني أحكم فيهم أن يُقـتـَلَ الرجالُ- وكان عددهم ما بين 600 إلى 700 رجل ضُربـَتْ أعناقهم- وتـُسبى الذرّيّة وتقسم الأموال. فقال (نبيّ الرحمة) لسعد بن معاذ: لقد حكمتَ فيهم بـ (حُكْم الله) من فوق سبع سموات!(3)

-------

وللحديث بقيّة- أستعرض بها نصوص التوراة التي تفنـّد مزاعم أيّة نبوّة لإنسان من نسل إسماعيل.

___________________


(1) يمكن لأيّ باحث-ة مُنصِف-ة قراءة الكتاب المقدّس كلّه ابتداءً بالتوراة وانتهاءً بالإنجيل، عَبْر موقع الموسوعة العربية الالكترونية التالي، لكي يتحقق بنفسه من المصداقية في كلامي: http://www.albishara.org ويمكنه أيضاً وضع أيّة آية في الكتاب المقدس- صعب عليه فهمها- في محرّك البحث google وسيجد لها تفسيراً في أحد المواقع المسيحيّة المعنيّة بتفسير الكتاب المقدّس.

(2) هنا عدد من نبوءات الإنجيل عن أنبياء كذبة ومُسَحاء حذ ّر منهم السيّدُ المسيح تلاميذه وسائر أتباعه:
متـّى-7-15: احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة!
متـّى-7-16: من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً، أو من الحسك تيناً؟

مت-24-11: ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين.

مت-24-23: حينئذ إن قال لكم أحد: هوذا المسيح هنا! أو هناك! فلا تصدّقوا.
مت-24-24: لأنه سيقوم مُسَحاء كذبة وأنبياء كذبة ويُعطون آيات عظيمة وعجائب، حتى يضلّوا لو أمكن المختارين أيضا.
مت-24-25: ها أنا قد سبقت وأخبرتكم.


وأمّا لو شاء القرّاء الكرام أنْ يعرفوا ما هو المكتوب بالضبط عن محمّد من نبوءة في كتبنا فهي ما ورد في السِّـفـْر الأخير من الإنجيل:
رؤيا يوحـَنـّا، الفصل السادس والآية الثامنة:
رؤ-6-8: فنظرتُ وإذا فرَسٌ أخضرُ، والجالس عليه اٌسمُهُ الموت، والهاوية تتبعُهُ، وأعطـِيا سُلطاناً على رُبْع الأرض أنْ يَقـتـُلا بالسّـيف والجوع والموت وبوحوش الأرض.


(3) قيلتْ العبارة الأخيرة (فوق سبع سموات) بلسان الشاعر الجاهليّ أُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ:
لهُ ما رأَتْ عَيْنُ البَصِـير وفوقَهُ *** سَماءُ الإلَهِ فوْقَ سَبْعِ سَمائِيا
وقد عثرتُ على هذا البيت في معجم ”لسان العرب“ لمؤلفه ابن منظور خلال بحث عن معنى كلمة سماء

-------

* وليسامحني أحبّائي فإني- فيما تبقى لي من العمر ومنذ نعومة أظفاري- قد نذرت قلمي لكتابة الحقيقة، لمجد الربّ يسوع لا لمجد آخر لأنه هو مَنْ وهبني مواهب متنوّعة واستخدمني أداة بسيطة مثلما غيري. فما طأطأت رأسي لإنسان ولا خدعتني مباهج الدّنيا، رضيت بالقليل وتنازلت عن كثير. وأتمنى عليهم أن يحفظوا مقالاتي لأجيال قادمة لعلّها تنفع يوماً ما في الدفاع عن الحق فقد دققتُ في كلّ كلمة- لغة وموضوعاً- إلّا ما سقط مني سهواً وهو قليل جدّاً. كتبت هذا لكي تصلّوا من أجلي.
صلّوا أيضاً من أجل أسرة الحوار المتمدن التي أنصفتنا إذ أفسحتْ لنا في المجال كما أفسحت لغيرنا، لكي يعلو صوت الحق العادل، يتكسّـر صنم الباطل، حتـّى يُلقى به وبآثاره في المزابل، طوبى لصانعي السلام الشامل، إنـّي بالمستقبل متفائل.




#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِنْ وَحْي اٌضطهاد الأقلّيّات
- عاش الزعيم عبد الكريم
- لَا يُفتِ رسولُكَ بالجنّهْ
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- ثالثاً
- قالتْ إنّي أعشقُ كُفري
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- ثانياً
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- أوّلاً
- والقمر إذا خسَف
- رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني- 3 من 3
- رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني- 2 من 3
- شكراً أختنا العلمانيّة د. وفاء سلطان
- من وحي حوار مع د. وفاء سلطان
- كذِبتَ فلا تقلْ كذِبَ الرّصافي
- رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني وجلدهما في الحدي ...
- ردّاً على فقيه ولو على مضض
- غلطة القرآن من جهة مريم بنت عمران
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الحادي ...
- من أوراق العراق- سادساً
- هكذا يُشهِرُ فقيهٌ إفلاسَه
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة العاشر ...


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - لا نبيّ من نسل إسماعيل- رابعاً